بسم الله الرحمن الرحيم؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
امرأة هندوسية تعتنق الإسلام في بريطانيا...
("وقد تمت ترجمتهآآ من اللغه الانجليزيه الى العربيه")
تقول:"نشأت في أسرة هندوسية ، وكانوا يعلموننا أنه يجب على المرأة أن تتزوج وتنجب الأطفال وتخدم زوجها بغض النظر عن أخلاقه وتعامله ، وكنت أرى أن المرأة مظلومة في ديننا من نواحي كثيرة ، وخذ على سبيل المثال:
· يجب على المرأة المطلقة أن ترتدي ثوب أبيض ولا تأكل إلا الخضار وتقص شعرها ولا تتزوج مرّة أخرى.
· المرأة هي التي تدفع تكاليف المهر وللزوج كامل الحق في طلب أي شيئ منها بدون مراعاة لمشاعرها.
· إذا لم تستطع المرأة دفع كامل المهر بعد الزواج فيتم تعذيبها جسديا ومعنويّا وربما تكون ضحية لما يسمى بـ (حادثة المطبخ) حيث يقوم الزوج أو أمه بإطلاق النار عليها
وهي في المطبخ لكي يبدو أن الأمر مجرد حادث وقع في المطبخ ، وهذه الأشياء تحدث باستمرار عندنا ، وفي السنة الماضية قتلت أخت صديق أبي بهذه الطريقة.
· في ديننا يعامل الرجل كأنه في إحدى المراسم الدينية فتقوم البنات الغير متزوجات بالقيام بأعمال تعبّدية لصنم يرمز للرجال يسمى (شيرا) من أجل أن يحصلن على زوج مثله ، ولا أخفيك أن أمي كانت تطلب مني عمل ذلك. كل هذه الترسبات جعلتني أعتقد بأن الدين المجوسي قائم على الخزعبلات والعادات التي تظلم المرأة وتجحف بحقها.
كان شعوري عندما أتيت للدراسة في بريطانيا بأنني قد وصلت أخيرا إلى البلد
الذي لا يعرف الظلم وتتساوى فيه حقوق الرجال والنساء ،
فبدأت أتعرّف على هذا المجتمع وأحاول جمع الأصدقاء وأذهب إلى أماكن التجمعات كالحانات والمراقص والأندية ، ثمّ أدركت مؤخّرا أن التساوي في الحقوق في هذا البلد ماهي إلا مجرد نظريات غير مطبّقة
على أرض الواقع ، فصحيح أنه في الظاهر تملك المرأة الحقوق في التعليم والعمل وغيرها من المجالات ولكنها مظلومة في ناحية أخرى حساسة.
كنت عندما أذهب مع صديقي إلى أماكن تجمّع الناس أشعر بأن الناس يحبون الحديث معي فظننته أمرا عاديا ، ولكنني أدركت مؤخّراكم كنت ساذجة! فهؤلاء الناس يبحثون عن شيء ما ، فماعدت أشعر بالراحة في هذا المجتمع الذي يجب علي فيه أن ألبس بطريقة معيّنة ، وأتحدّث بأسلوب جذاب لكي يهتم بي الناس ، ومع مرور الوقت بدأت أكره هذا المجتمع ولكن لا مجال للخروج. يقولون بأن هذه الأشياء تسلية وترفيه ولكنني لا أعتبرها تسلية ، بل أعتقد بأن المرأة التي تعيش في هذا النمط من الحياة مصادرة الحقوق لأنّها لا بد أن تلبس وتتكلم بطريقة معينة لتلفت أنظار الرجال.
لم أكن أعرف شيء عن الإسلام في هذا الوقت مع أنني أعرف بعض المسلمين معرفة سطحية ، وكنت أحس بأن خطأ في حياتي ، فالمرأة لا قيمة لها في العيش بهذه الطريقة ، ففي هذا المجتمع الذي يتغنّى بالحرّية والحقوق كان ضروري على كل فتاة أن تبحث عن صديق وأن تفقد عذريّتها أو أنها ستعامل كأنّها مخلوق غريب ،
وهذا صنف من أصناف الظلم ولو كان بعض النساء لايدركن ذلك. لقد وجدت المجتمع المعتدل عندما اعتنقت الإسلام ، ووجدت الإسلام نظام شامل لكل جانب من جوانب الحياة مع أنّ كثيرا من الناس يظنون بأن الإسلام دين ظالم لأن المرأة تتغطى من رأسها إلى أخمص قدميها وليس لها أن تمارس حريتها وحقوقها. وفي الحقيقة أنّ المرأة المسلمة قد استوفت حقوقها منذ 1400 سنة.
دائم ما يسألون المرأة المسلمة عن سبب تغطيتها لجسمها من أغلى رأسها إلى قدميها ، ويقولون لها بأن ذلك إجاف بحقها وفي الواقع هم مخطئون ، إن يعظّم من شأن الزواج والتناسل ولذلك كان من الضرورة بمكان أن لا تبدي المرأة مفاتنها ومحاسنها إلا لزوجها كما هو الرجل تماما ، فالرجل يجب عليه ألا يبدي بعض مناطق جسمه إلا لزوجته فقط ، والله لم يأمر النساء بالحجاب إلا صيانة لعفّتهن فقد قال: (يا أيها النبيّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً)
[1] ، وعندما تتأمل في الآية وتنظر سبب التحرّش بالمرأة تجده بسبب عدم الحشمة وترك الحجاب.
ولا يفوتني أن أعلق على الحكمة من الشرائع والقوانين التي شرعها الله ، فهي لا تخلط أو تساوي بين المرأة والرجل من أجل مصلحة الطرفين ، ولا شك أن كلما شرعه الله فيه الحكمة والمصلحة للبشرية وتأمل في هذه الأية (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ )[2] ، إنني أشعر براحة عظية ورضى تام ويسعدني أنّني ألبس الحجاب ، ولا أشعر أنني مجبورة على فعل ذلك أبدا وذلك لأنني مازدت على أن نفّذت أوامر الله ، كما أنّني أشعر بأنني مصونة وآمنة ووجدت الاحترام من الناس ورأيت الفرق في تعاملهم معي.
وفي الختام أود القول: بأنني لم أسلم تهوّرا أو إكراها فالله يقول: ( لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ )[3] ، بل إنني أسلمت عن اقتناع ، ولقد رأيت وجربت بنفسي كلتا الحالتين وعرفت كيف هي الحياة في الجانب المظلم وتيقّنت بأنني قد سلكت الطريق الصحيح. إن الإسلام لم يظلم المرأة بل أعطاها حقوقها بما يناسبها ويلائمها ، وهذا هو الدين الذي اختاره الله للبشرية ، إن الذين اعتنقوا هذا الدين قد تحرروا من القوانين البشريّة التي فيها هضم للحقوق واستغلال للجنس ، فلا يوجد قانون أعطى استقلالية وذاتية للمرأة أكثر من الإسلام.
أسلمت الأخت نور منذ سنة ونصف وهي الآن طالبة في السنة الثانية في جامعة (اكسكس) البريطانية في كلية علم الأحياء".
انتهى
"
منقوول بتصرف،