سلي صيامك !!

بسم الله الرحمن الرحيم
مع بدء شهر رمضان تسابقت الفضائيات العربية - إلا من رحم ربي وهم قليل جدا - على جذب المشاهد ببرامج غريبة عجيبة لا تمت بصلة لشهر الصيام والقيام والقرآن .
مسلسلات ومسابقات وسخافات ليس لها أي معنى أو هدف سوى تضييع وقت الناس وشغلهم عن العبادات والطاعات وحرمانهم من الحسنات .
وشعارها المشترك – سلي صيامك – وكأن الصيام أمر ممل ولابد من شيء يسليه !! لقد ربط الله الصيام بالتقوى حيث خُتمت آية الأمر به بقوله تعالى : ( لعلكم تتقون ) ، ولم يقل لعلكم تتسلون !! كما تقول القنوات الضالة المضلة .
وللأسف أن كثيرا من الصائمين يفوتهم التمتع بمزايا الصيام العظيمة دون أن يشعروا فكل لحظة يقضونها في معصية أو يطلقون نظرهم فيما لا يرضي الله ويهدرون أوقات هذا الشهر الثمينة فيما لا يسمن ولا يغني من جوع !! ظناً منهم أنهم أدوا ما عليهم بالامتناع عن الطعام والشراب ومفطرات الصيام الحسية !! أما الجوارح فهي بلا رقيب ولا حسيب .
إن كان أصحاب الفضائيات وضعوا خططهم الجهنمية لإفساد صيامنا ، فلنكن أذكى منهم ونقاطع برامجهم السيئة الذكر - ونكتفي بالقنوات المحترمة الملتزمة وفيها الخير إن شاء الله - وقد تؤدي مقاطعتنا إلى تأديبهم فيستعدون في الأعوام القادمة ببرامج لائقة .
تذكرت مرة سيدة كبيرة في السن رأيتها تتابع الأفلام والأغاني وسألتها لماذا تفعل ذلك ؟؟ فأجابت بكل بساطة : نتسلى !! فقلت لها ، ياخالة لماذا خلقنا الله ؟؟ سكتت قليلاً ولم ترد. فقلت لها ألم يقل سبحانه :
( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) ، قالت نعم .. إذاً خلقنا الله لعبادته وليس للتسلية – تعالى الله سبحانه - والعبادة تشمل الشعائر التعبدية والأعمال النافعة التي لها قيمة في حياة الإنسان وتفيده في دنياه وآخرته أو كلاهما .
هذا غير التسلية بالألعاب المختلفة سواء في جهاز الكمبيوتر أو في أماكن أخرى مثل الكافيهات والمطاعم التي يضع أغلبها شاشات مكبرة ليتيح للزوار متابعة آخر البرامج والأغاني !! مع دخان الشيشة المتصاعد كأنه حريق !! نعم هو حريق في القلوب التي بعدت عن خالقها وشغلت بملاهي الدنيا الفانية .
وقد كتبت في مقالتي السابقة عن بعض هذه الأمور باختصار باعتبارها من الممنوعات في الشهر المبارك لكن وجودها دفعني للتأكيد عليها مرة أخرى فإن الذكرى تنفع المؤمنين .
والحمد لله أنه لا يوجد في بلاد الحرمين خيم رمضانية مع سحور راقص على أنغام الموسيقى الشرقية !! مثل بعض الدول الإسلامية .
اللهم كما بلغتنا رمضان بلغنا صيامه وقيامه إيماناً واحتساباً.

موضوع منقول






ربيع القلوب