أرفق بنفسك عادل الكلباني
فلقد أبحت معازف الألحان
أرفق بنفسك فالحياة قصيرة
مهما تعش فيها من الأزمان
أرفق بنفسك لا أخالك جاهلا
إن اتبـاع الحق في الإذعان
أحقيقة ما قــــد تناقله الملا
فرأيته ضربآ مــن الــهذيان
إني أعيذك أن تكون مكابرآ
فارجع إلى ما كنت من إحسان
بالأمس كنت إمام أطهر بقعة
شهرآ أمام البيت ذي الأركان
واليوم أنت مع المعازف مفتيآ
بجـــــوازها ياخيبة الإخوان
هل تاق سمعك للفتـاة أصالة
أم تقت سمعآ للمخضرم هاني
هل أنت مشتاق لنبرة عـجرم
أم صرت ترقب عاصي الحلاني
أم قد سئمت مـن التلاوة مدة
فأردت تبديلآ لـــها بأغـــــاني
أم قد كرهت مقال كل محرم
جعل المعازف رقية الشيطان
هل ضقت ذرعآ من إمامة مالك
وإمامـــة الفذ الفتى النعماني
والشافعي الألـــمعي محمــد
أو رأس أهل السنة الشيباني
أو من يسير على طريقة أحمد
فانقاد وفق مــــراده بأمـــان
هل ضقت ذرعا بالأئمة كلهم
ورحمت كــــــل مزمر فتـــان
هذا حديث الناس إثر مقالكم
مــــالي برد الشامتين يــــدان
أولم يسعك اليوم ماوسع الأولى
فلقد كفوك القول بالبرهـــان
إني سأذكر بيت صاحب حكمة
فلقد أجـــاد مـــوفقآ ببيـــان
إحذر هديت فتحت رجلك حفرة
كم قد هوى فيها من الإنسان
ولسوف أذكر ما حكاه محمد
أعني بــه ابن القيم الربـاني
حـب الكتاب وحب الحان الغنا
في قلب عبد ليس يجتمعــان
ياعادل هذي نصيحة مشفق
بر صدوق مــحسن معــوان
ستظل تندب مانطقت به غدآ
والقسط عندالله بالــــميزان
يتبرأ المتبوع مــــن أتباعـــه
ويفر إخــوان من الإخــوان
فالحكم للحق القوي بعدله
والفصل يوم الـدين للـديان
سيقول مستمع المعازف حينها
يارب أفتاني بـــها الكلباني